السبت، 10 ديسمبر 2011

التفكير الإبداعي



مفهوم الإبداع : 
في واقع الأمر لا يوجد تعريف محدد جامع لمفهوم الإبداع  وقد عرفة كثير من الباحثين الأجانب والعرب على حد سواء بتعريفات مختلفة ومتباينة  غير أنها تلتقي في الإطار العام لمفهوم الإبداع  وهذا الاختلاف جعل البعض ينظر إلى الإبداع على أنه عملية عقلية أو إنتاج ملموس  ومنهم من يعده مظهرا من مظاهر الشخصية مرتبط بالبيئة .
وقد عرفه أحد الباحثين العرب : ( على أنه قدرة الفرد على الإنتاج إنتاجا يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية ، والمرونة التلقائية ، والأصالة ) .
وعرف آخرون التفكير الإبداعي بقولهم :
هو " نشاط عقلي مركب وهادف ، توجهه رغبة قوية في البحث عن حلول ، أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة سابقا " .






عناصر التفكير الإبداعي :
للتفكير الإبداعي خصائص أساسية هي :
1 ـ الأصالة : وتعني التميز في التفكير والندرة والقدرة على النفاذ إلى ما وراء المباشر     والمألوف من الأفكار .
2 ـ الطلاقة : وهي القدرة على إنتاج أفكار عديدة لفظية وأدائية لمشكلة نهايتها حرة ومفتوحة .
       ويمكن تلخيص الطلاقة في الأنواع التالية :
              أ ـ طلاقة الألفاظ : وتعني سرعة تفكير الفرد في إعطاء الكلمات وتوليدها في نسق     جيد .
           ب ـ طلاقة التداعي : وهو إنتاج أكبر عدد ممكن من الكلمات ذات الدلالة الواحدة .
           ج ـ طلاقة الأفكار : وهي استدعاء عدد كبير من الأفكار في زمن محدد .
           د ـ طلاقة الأشكال : وتعني تقديم بعض الإضافات إلى أشكال معينة لتكوين رسوم جقيقية .
3 ـ المرونة : وهي تغيير الحالة الذهنية لدى الفرد بتغير الموقف .
وللمرونة مظهران هما :
     أ ـ المرونة التلقائية : وهو إعطاء عدد من الأفكار المتنوعة التي ترتبط بموقف محدد .
      ب ـ المرونة التكيفية : وتعني التوصل إلى حل مشكلة ، أو موقف في ضوء التغذية الراجعة التي تأتي من ذلك الموقف .
4 ـ الحساسية للمشكلات : وهي قدرة الفرد على رؤية المشكلات في الأشياء والعادات ، أو النظم ، ورؤية جوانب النقص والعيب فيها .
5 ـ التفاصيل : وهي عبارة عن مساحة الخبرة ، والوصول إلى تنميات جديدة مما يوجد لدى المتعلم من خبرات .
ويسهم التفكير الإبداعي في تحقيق الأهداف الآتية لدى الطلبة :
1 ـ زيادة وعيهم بما يدور من حولهم .
2 ـ معالجة القضية من وجوه متعددة .
3 ـ زيادة فاعلية الطلبة في معالجة ما يقدم لهم من مواقف وخبرات .
4 ـ زيادة كفاءة العمل الذهني لدى الطلبة في معالجة الموقف .
5 ـ تفعيل دور المدرسة ، ودور الخبرات الصفية التعلمية .
6 ـ تسارع الطلبة على تطوير اتجاهات إيجابية نحو المدرسة والخبرات الصفية .
7 ـ زيادة حيوية ونشاط الطلبة في تنظيم المواقف أو التخطيط لها .
والتفكير الإبداعي يتضمن :
1 ـ النظر إلى الأشياء المألوفة نظرة جديدة .
2 ـ إبداع أفكار جديدة وأصيلة .
3 ـ معالجة القضايا بطريقة أكثر مروناً .
4 ـ تقليب الفكرة بعدة وجوه .
5 ـ تفصيل الفكرة ورفدها بمعلومات إضافية واسعة .
6 ـ إطلاق الأفكار المتعلقة بالفكرة الواحدة .
أساليب التدرب على التفكير الإبداعي :
  •       حاول أن تقضي بعض الوقت مع أفراد يتصفون بالفكر الإبداعي .
  •      اكتب أية فكرة تخطر على بالك .
  •      حاول أن تدرب نفسك على الفكاهة .
  •      افترض أن كل شيء ممكن الحدوث .
  •      اكتب في قائمة كل الإيجابيات عن نفسك ، وما يمكن أن تفكر فيه نحوها من مثل " إني أنسجم مع الآخرين بسهولة " .
  •       اسأل نفسك سؤال ماذا لو . . .

                                ماذا لو أصبحت السماء حمراء ؟
                                  ماذا لو يملك الناس عيناً واحدة ؟
                                ماذا لو كانت النملة أكبر من الإنسان ؟
                               ماذا لو كانت البحيرة مصنوعة من شوكولاته ؟
  •   ابتسم ، استخدم استعارات ، وتشبيهات من مثل :

 الدماغ ـ كالبنك تأخذ منه بقدر ما تضع فيه .
 إن ركوب الدراجة مثل . . .
  إن التقدم إلى الامتحان مثل . . .
 إن المعدة مثل . . .
مراحل العملية الإبداعية :
إن العملية الإبداعية عبارة عن مراحل متباينة تتولد في أثنائها الفكرة الجديدة ، وتمر هذه العملية بمراحل أربع هي :
1 ـ مرحلة الإعداد : وفي هذه المرحلة تحدد المشكلة وتفحص من جميع جوانبها ، وتجمع حولها المعلومات والمهارات والخبرة من الذاكرة ، ومن القراءات ذات العلاقة .
2 ـ مرحلة الاحتضان : وفيها يتم التركيز على الفكرة ، أو المشكلة بحيث تصبح واضحة في ذهن المبتكر ، وهي مرحلة ترتيب الأفكار وتنظيمها .
3 ـ مرحلة الإلهام : وتتضمن هذه المرحلة إدراك الفرد العلاقة بين الأجزاء المختلفة للمشكلة .
4 ـ مرحلة التحقق : وهي المرحلة الأخيرة من مراحل تطوير الإبداع ، وفيها يتعين على الفرد المبدع أن يختبر الفكرة المبدعة ، ويعيد النظر فيها ، ويعرض جميع أفكاره للتقويم ، وهي مرحلة التجريب للفكرة الجديدة المبدعة .
عملية التعلم الإبداعي : 

لم تعد عملية التعلم تهدف إلى اكتساب الطلبة مجموعة من المعارف والمهارات والاتجاهات بقدر ما تهدف إلى تعديل وتغيير شامل وعميق لسلوك المتعلمين ليصبحوا أكثر قدرة على استثمار كل الطاقات والإمكانات الذاتية استثمارا ابتكاريا وإبداعيا وخلاقا إلى أقصى الدرجات والحدود .
كما أن الهدف التربوي من كل الجهود التي يبذلها المعلم هو توفير الإجراءات والشروط التي تؤدي إلى حدوث تعلم فعال لدى طلبته ، ولا شك أنه يشعر بالرضا والسعادة حين يلاحظ ظهور تغيرات سلوكية إيجابية لدى هؤلاء الطلبة تتفق وتنسجم مع الأهداف التربوية المنشودة للعملية التربوية بشكل عام .

عائشة  العمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق